Thursday 30 August 2001

للمغني عشر معزوفات باكية - طاهر البربري

للمغني عشر معزوفات باكية

 

 

1

الشقوق التي تزعق الآن في رئتي

هي أجراس التفاعيل

التي ظننت أنني تركتها

على سُلم الطائرة.

 

2

هل يمكن أن نتجمهر ثانيةً

وننام على أخدود الحلم

لنليق يإسمينا

3

هنا يستريح،

ينسج من أوجاعه الأمسيات/ المواويل.

حين احتمى بالنخيل

اشترى قاربًا

واستعاد الرفاق/ الهواء/ الناي

كي يخلع الولد المستعار

الذي يقتفيه.

يحكي إلى سُرة الليل:

كيف النهارات كانت تراشقه بالفتور؛

تهديه محنته؛

ترتضيه الذبيح!

4

ياللوحشة!

عشرون صاحبةً،

ولست أراك مكتملاً بلؤلؤة الغرام.

كأنك كنت تدخر القصائد في نوافذها البعيدة.

طلقةٌ، مُذ غابت أماكنها، استدارت صوب صدرك؛

لتُعير للتجوال والمنفى انتصاف العمر.

ياللوحشة!

عشرون صاحبةً،

والمشهد الشتوي يفرش السرير إلى جوارك.

أنت المكلل باليمامات الذبيحة تحت جذعك،

قايضك الجنون بما أردت من الغواية،

فما أوتك جزيرة النسيان من صخب التذكر.

5

ماذا قال الميدان عن دبيبنا المتشنج؟

ماذا قال النادل عني،
وأنا أصفعك بكف المودة؟
ماذا قالت السماء،

إذ رأتني أحتفي بثدي خلا من صبار الفطام؟

.................؟
...................؟
قالوا جميعًا:
        ’باركوه،

        إنه عاشقٌ يحبو إلى حتفه في الخلاء!

6
ليس أبلغ من البكاء،
رسولاً للمحبة.
ليس سواه،
صرخةً كسيحةً على قصف بغداد.
فلا تتركيني وحيدًا؛
أصارع الجواسيس في حلبة الرثاء

فلا إرادة ليّ؛

إذ تخلو الطاولة من الشِجار،
والمدينةُ من مسربٍ لخطاي.
وليتهمونني بالتفاهة والمراهقة،
حين أسوي شعرك؛
أو أُزيح التراب عن حذائك.
7
فجرًا،
تستيقظ الطيور المهجرية،
نحن على موعدٍ،
فافرحوا.
لنخلع ملابس القتال،
ونمضي بعيدًا
حيث أيامنا المفخخة بنبيذ الغربة

والأحلام المغبشة

بقوافل الحنين.

 للمغني عشر معزوفات باكية



 طاهر البربري

 

فجرًا،
يستيقظ الجسدان؛
وكاللصوصِ، يُجَرفان الغرف من الحياة:
        صور الزفاف. شرائط فيروز. مانيفستو ماركس. أشعار الرعاة، وأصداء السنوات البريئة قبل أن يلتقي الجمعان.
ـ أكنت تعتقدين أننا منذوران لهذا الكمين؟

ـ أكنت تعرف أن الوقت ملغوم بمسامير العفونة؟

                        ؛
لا تكترث،
نستطيع نطهرُ هذا الخراب الدرامي
بجماعٍ أخير.

8
وكأننا شغفٌ
وجغرافيا جوائجنا: نهارٌ صاخب بالممكنات.
لا ترفعي كفيك بالصمت المُحَير
وقٍري في شرفة الدار
أو في الشارع الجانبي
عند رائحتي.
أنا قد أتيت
والجًا طميي
إلي غيم المدينة؛
تاركًا في قرية الروح
آخر مرفأ لإياب وجهي
لابتهالات الرعاة إلى السماء الأولية.
***

9

ماذا تأوه في ضلوعك؟

شبه افتتان شائك بمنازل القمر القديم
وقلب توشوشه الرؤى،
ومساحة الشدو المبعثر في خلاياه.
ماذا تأوه في ضلوعي؟
نثار جسدٍ باحت له بالعشق قيلولة البنت الصغيرة
وفي حضور الرب
شافت مناسكه البلاد؛
وألهمته غيابها
وغيومها.
***

10

هذا دبيب الريح

في شعري
وبين أصابعي:
                أن
                عُد
                لفاتحة
                البيوت
                المستريبة
                من خُطاك.
يا من تعذبه بداوته
وتشتهيه مداخل المدن الفقيرة.

No comments: